ترأس رئيس دير مار الياس- الكنيسة (المتن الاعلى) ورئيس "جمعيّة عدل ورحمة" رتبة سجدة الصليب الأب الدكتور نجيب بعقليني في كنيسة الدير، حيث ألقى خلالها عظة استهلها بالقول: "نعم مات الله وعبَر من هذه الحياة إلى الأبديّة. الموت معه ليس حاجزًا أمام الحياة بل جسر عُبور إليها. فموته يُقيم كلّ مؤمن على مثاله. هو يوم الموت والقيامة معًا"، وتساءل:" هل إيمانُنا راسخ بأن الرَبّ مات وقام؟ هل نؤمن حقًا بأن موتَنا هو عُبور إلى القيامة؟"

وأضاف: ‎"يدعونا هذا الحَدَث العظيم، يوم الجمعة العظيمة، إلى العودة إلى الذات، والوقوف برَهبة أمام آلام السيد المسيح وموتِه على الصليب، كفّارةً عن خطايانا ومعاصينا وأمراضِنا وأوجاعِنا ورذائلنا المتنوعة والكثيرة. ألا تحثّنا "حالة" المسيح، أيّ عذابه وموته إلى الصَّمت والتأمُّل والصَّلاة، والندم، والشُّعور بالذنب، وتحضير أنفسنا لمُلاقاة الرَبّ عندما يدعونا إلى الحِساب؟".

وقال بعقليني "‎نعم مات الله في القُلوب بعدما سيطرت عليها الرذيلة والشرّ والضغينة والقتل والتدمير، وما نشهد في بلادنا وفلسطين صورة جلية عن قتل الرحمة والتعاضُد والتضامُن. نعم، مات الله في ضمائر البعض، الذي لا يعي، للأسف، أهميّة القِيَم والمبادئ، في مسيرة الحياة الإنسانية، ويجهل ثِمارها".

وختم: "اختبر المسيح صليبَ الآلام، وهو يُدرك ثقلَ صِلباننا وكم نرزح تحتها. دعوتُنا اليوم للاقتداء بالمسيح الفادي، كي نحمِل صليبَنا وننطلقَ نحو الملكوت بمسيرة صوم وصلاة ومحبّة وعطاء. أعطنا يا ربّ أن نعيش الآمَ صليبنا بأمانٍ ورجاء، من دون يأس أو استسلام، فنستحقّ أن نعبُر معك إلى القيامة والحياة الأبديّة".